أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، من أعلام العلماء في الدين والتفسير واللغة والآداب. وُلد في زمَخْشَر يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة 467 هـ / 1074 م في تركمانستان، وسافر إلى مكة وعاش بها لفترة من الوقت، لذلك أُطلق عليه لقب "جار الله"، وتوفي في ليلة عرفة سنة 538 هـ / 1143 م في جرجانية خوارزم. يقوم السمعاني في ترجمته بوصفه أنه امتاز في الآداب، وألّف العديد من الكتب ورحّب به في العراق وخراسان. كان عالمًا بارزًا يحظى بتقدير الناس.
الزمخشري كان من المعتزلة في العقيدة والحنفية في الفقه، وكان ينادي بمذهبه الاعتزال ويعلنه في كتبه ومجالسه. عندما يقصد صاحبًا يطلب منه الدخول، يستأذنون بالقول "أبو القاسم المعتزلي بالباب". قام بجهود كبيرة في تفسير الآيات القرآنية على مذهب الاعتزال وأصوله الخمسة، وهي: التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
للزمخشري العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة مثل اللغة والبلاغة والنحو والتفسير والفقه والزهد والجغرافيا والأدب. من بين أشهر كتبه تفسير الكشاف وأساس البلاغة. كان يتميز بالإتقان والعمق في علوم القرآن والحديث والعلوم الشرعية. تارث عنه عراقة المعرفة والفهم العميق في العلوم الإسلامية، ومساهماته لا تزال محل تقدير واحترام من قبل العلماء حتى اليوم.
